استحداث صياغات تشكيلية من خلال نظرية نظم الهندسة الكسيرية (الفراكتال) كمدخل لاستلهام مجسمات نحتية معاصرة (دراسة تجريبية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس المساعد بقسم التربية الفنية - كلية التربية النوعية استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة دكتوراه فلسفة التربية النوعية في التربية الفنية " تخصص نحت"

المستخلص

مع نهاية القرن العشرين تطور تعليم الرياضيات تطوراً مذهلاً، فانتقل من التركيز على حفظ الحقائق وتطبيق الخوارزميات الرياضية إلى اكتشاف قوة الرياضيات ودورها في تنمية تفكيرهم من خلال التطبيقات الحياتية والمجتمعية للرياضيات، ومع التطور التقني والتكنولوجي في السنوات الأخيرة تطور استخدام تكنولوجيا التعليم في تعليم الرياضيات، وبرز ذلك في الأدوار المتعددة لاستخدامات الكمبيوتر من برامج تعليمية متخصصة وكذلك شبكة المعلومات (Internet) ، بالإضافة إلى الأدوار المؤثرة للآلات الحاسبة البيانية في تنمية مهارات المتعلمين النوعية سواء في مجال حل المعادلات والدوال أو معالجة البيانات إحصائياً.
"وارتبط الفن الحديث بالعلوم المتنوعة وخاصة علم الرياضيات، ووضع قوانين وقواعد تساعد في بناء العمل الفني، ومع تطور العلوم والتكنولوجيا اتخذ الفنان المعاصر من أساليب المدارس الفنية الحديثة أسلوباً خاصاً، فربط بين الفن والرياضيات في بعض الأعمال الفنية،  واتسعت أعمال النحت الرياضي لتشمل كل الاتجاهات الفنية المعاصرة.
وفي منتصف القرن العشرين ومع ازدياد التقدم العلمي والتكنولوجي والذي أثر بدوره على وسائل الابداع بما قدمه من مواد وأدوات حديثة متنوعة ، ومحاولات الفنان الدائمة في البحث المتعمق والدائم في نتاجات التكنولوجيا المتنوعة وخير ما يمكن أن يفيده ويوظفه بشكل يتناسب مع إبداعاته وطموحاته الفنية الشغوفة.
 فكانت ومازالت النظم الرياضية جزء من تحول كبير في كافة الاتجاهات فاستند بعض النحاتين المعاصرين إلى التجارب العلمية والرياضية في أعمالهم النحتية المعاصرة التي تعطيهم بعداُ جمالياً"([1]).
إن قوة الفن الرقمي التي كانت نتاج  لهذا الشغف والبحث والتجريب الدائمين والتي دائما ما كان الفنان يمارسهم أثناء مسيرته الابداعية تكمن في الامكانيات اللانهائية لهذا الفن ومنها إمكانيات التعديل واعادة التكوين والترتيب والبناء، مما جعل من هذا الفن منفذ واسع للابداع والابتكار المتواصل بدون قيود تقليديه تحكم حرية التصرف وبناء العمل الفني، لما لها من قدرة هائلة على تغيير الممارسات الفنية، لتخلق كل مرة نوع مختلف من الاستمتاع والتذوق لدى الفنان والمتلقي على حد سواء.
         في القرن العشرين توصل العلماء إلى مكون رياضي جدير في الهندسة، وأطلق عليه هندسة (الفراكتال) كما أسماه بذلك Mandelbrot  (مانديلبورت)، حيث يشير البعض إلى أن Mandelbrot  (بينوا مانديلبورت) هو مؤسس وواضع حجر الأساس الذي ساعد العلماء في فهمها والتعامل معها، والذي حدد لها مجموعة من المسلمات التي يمكن أن تختص بها الأشكال (الفراكتالية) دون غيرها في الأنساق الهندسية، فالفراكتالات هي نماذج هندسية تتكرر في الطبيعة (شكل-1) من حولنا بصفة مستمرة وتختلف عن الأشكال الهندسية الأخرى بسبب الطريقة التي تتدرج بها زيادة أو نقصان، بالإمكان محاكاتها وفقاً لصيغ رياضية إلى ما لانهاية. ومانديلبورت هو واضع خصائص هندسة (الفراكتال) بالضبط كما وأسس Euclid (إقليدس) الهندسة الإقليدية ، ولكنه يختلف عنه في أنه يحاول قول بأن وصف الطبيعة يحتاج أشكالاً أكثر تعقيداً من أشكال (إقليدس) الهندسية البسيطة تلك، فاستطاع بمساعدة الكمبيوتر أن يتوصل إلى الأشكال المعقدة في الطبيعة والتي أطلق عليها (مانديلبورت) (فراكتال- Fractal) .
إن (الفراكتالات) تقدم لنا أشكالاً ذات قيمة جمالية كبيرة وهي ترتبط بشكل مباشر في كيفية تنظيم العالم من حولنا، ومن وجهة نظر معظم معلمي الرياضيات فإنها تفجر طاقات الإبداع والخيال ، ويعتبر تدريس هندسة (الفراكتال) ذو أهمية كبيرة في إثراء وتنمية التفكير. 
إذا فأين يمكن أن نجد (الفراكتال)؟
([1]) هدى إبراهيم علي متولي النادي: النظم الرياضية في النحت المعاصر كمدخل لتدريس التشكيل المجسم, رسالة ماجستير, غير منشورة, كلية التربية الفنية, جامعة حلوان, 2015م، ص10.

الموضوعات الرئيسية