دور المدرسة في تنمية التفكير التدبري لدى الطلاب في عصر ثورة المعلومات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية التربية الاساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي

المستخلص

إن التفكير هو الهبة العظمي التي منحها الله سبحانه وتعالي للإنسان وفضله بذلك على سائر الكائنات، وقد جعل الله الإنسان خليفته في الأرض وميزه بالعقل على كثير من الخلق، وحثه على النظر في ملكوته وإعمال العقل والتدبر، قال تعالي: "وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الرعد:3) (ميادة أبو ضهير، 2016، ص22).
والإنسان في حاجة إلى تعلم طرق وأساليب التفكير والتدريب على مستوياته ومهاراته مثل حاجته لتعلم كيف يتكلم، وكيف يعامل الناس وكيف يواجه مشكلات الحياة اليومية، وتعد المدرسة أم الوسائط التي يتم تدريب الأفراد فيها على مهارة التفكير، وذلك بما تقدمه من خبرات وأنشطة وفعاليات صفية عبر وسائط مختلفة من جملتها المنهاج (الكتاب المدرسي)، ولذلك فإن تنمية التفكير وتعلم مهاراته عبر المنهاج المدرسي تكون عملية ميسرة وممكنة إذا توافر المعلم المؤهل والمدرب على تنمية مهارات التفكير عند طلبته، وكذلك إذا توافرت الإدارة الميسرة لتلك المهمة بما تقدمه من دعم وتشجيع للمعلم، وما تهيؤه من تسهيلات ومواد وفرص وتعزيز لتحقيق ذلك  (محمد أصلان، 2015، ص48).
ولقد أصبح الاهتمام بتنمية مهارات التفكير المختلفة حاجة مهمة تفرضها متطلبات العصر الحديث، وأصبحت المؤسسات التربوية مطالبة بتدريب الطلاب على استخدامها؛ لأن الاعتماد على تلقين المعرفة أصبح غير مقبول كأساس لعملية التعليم والتعلم؛ ولأنه أصبح من الصعب على الطالب أن يُلم بالمعرفة التي أخذت كمياتها تتضاعف كثيرًا، إضافة إلى ذلك أن الأسلوب التقليدي في التعليم أخذ يُقَوْلب شخصيات الطلاب في اتجاه واحد يعيقهم عن التفكير القائم على المعرفة المتعمقة، والقدرة على استخدام تلك المعرفة في حل المشكلات التي تواجههم في حياتهم اليومية 

الموضوعات الرئيسية